الحدود وسيلة تربوية لرؤية العالم من حولنا

0 4

[ad_1]

وضع الحدود هو من أهم الأمور  المطروحة بالتربية لتنشئة طفل سليم عاطفياً ونفسياً، فالحدود هي الإطار الداعم لتطور الطفل، وعلى عكس ما يظن البعض، فهي لا تكسر شخصيته بل على العكس، فالحدود موجودة لتعزيز شخصية

ريم عبد عباس

 

 

أخصائية جيل طفولة مبكرة ومرشدة أهل معتمَدة 

– حاصلة على ماجستير بالإرشاد التربوي، تخصص جيل الطفولة المبكرة، باكلوريس بعلم النفس. 

– رافقت العديد من الأمهات في فهم أطفالهن ومعرفة الأدوات والاستراتيجيات التربوية المختلفة التي تساعد على خوض رحلة الوالدية، بأقل قلق وضغط، وبأكثر متعة وسهولة، وذلك من خلال العديد من الورشات والدورات من خلال برنامجها التدريبي بعنوان “كوني خبيرة طفلك” 

 

 

يقول شمس الدين التبريزي :


‏”البشر يميلون للإستخفاف بما لا يمكنهم فهمه” ، ولهذا عندما سُئل تلميذه جلال الدين الرومي :


‏”نراك تقرأ وتكتب كثيرًا ، فماذا عرفت” ؟


فردّ قائلاً : “عرفت حدودي”، ‏وما أجملها من معرفة.


تحدثنا مع السيدة ريم عباس بلقاء خاص لوالدية، عن موضوع مطروح في صفحنها الخاص2ة على الإنستغرام، وهو بعنوان: الأم تعرف،  عن موضوع الحدود لماذا نضعها وكيف وفي أي جيل وحاجة المجتمع للحدود.

ما هو مفهوم الحدود كمصطلح تربوي متفق عليه بين الناس؟ ولماذا يضعه الأهل لأولادهم وكيف؟

وضع الحدود هو من أهم الأمور  المطروحة بالتربية لتنشئة طفل سليم عاطفياً ونفسياً، فالحدود هي الإطار الداعم لتطور الطفل، وعلى عكس ما يظن البعض، فهي لا تكسر شخصيته بل على العكس، فالحدود موجودة لتعزيز شخصية الطفل وتوجيهه بما هو المسموح والممنوع، ولغاية الحد المسموح والممكن في الاستكشاف والبحث.

عدم وجود حدود بالمنزل، فهذا يضع الطفل بمكان حرج، و”يجبره” على أخذ زمام الأمور بيديه إلى أن يشعر بالأمان والسيطرة، ويمكن أن يؤدي لديه للعناد، بعدم سماع الكلام ومحاولة فعل ما يريد، ويحاول أن يكون بمكان سيطرة. فلذلك للأمهات نقول، عندما تجدين بأن طفلك يقوم بهذه التصرفات، فعليك فحص حدودك هل هي واضحة معه؟ وهل هي ثابتة؟ لتعدم تطور طفلك السليم وتعزز شخصيته وشعوره بالأمان.

في أي جيل تبدأ التربية على الحدود بمفهوم أنا والآخر؟

الكثير من الأمهات يتوجهن للإرشاد ظنا بأن وضع الحدود يبدأ بجيل السنتين وما فوق، فهنا نقول بأن الحدود ممكن أن تنفذ من جيل صغير، ممكن الحدود تكون على شكل نظام وروتين معين، يسير رويدا، مثل ساعة النوم، وممكن للحدود أن تكون على شكل منع الطفل من الزحف نحو القابس الكهربائي أو أكل التراب. فكما ذكرنا الحدود موجودة لتوجيه الطفل للسلوك المرغوب، وهنا مسؤوليه الأهل بتنفيذها، واكتساب أدوات لتطبيقها بطريقة تناسب جيل الطفل.

استخدام طرق غير مناسبه لتنفيذ هذه الحدود ممكن أن تسبب عدم وضوحها وعدم تعاون الطفل معنا. مثال شائع من الأمهات المشاركات ببرنامجنا التدريبي “كوني خبيرة طفلك”، عندما يُسألن كيف يطبقن الحدود فيقلن بأنهن يطلبن من الطفل أن يتوقف عن فعل ذلك، ولا يقمن بأي فعل آخر متوقعات بأن الطفل سوف يستجيب لطلبهن، ولكن الطفل يستمر بالسلوك غير المرغوب، لذلك هنا يجب التعلم والقيان ببرنامج لمساعدتهن على تعلم واكتساب أدوات تناسب أطفالهن وحدودهن لتنفيذ هذه الحدود بطريقة يفهمها الطفل ويتعلم ما هو السلوك المرغوب. 

عند وضع الحدود علينا الأخذ بالحسبان بمزاج الطفل، عمره، الديناميكية الموجودة بالمنزل، وأي طرق تناسبه لتعزز التعاون بتطبيق هذه الحدود.

هل اختلاف القيم والمفاهيم لدى العائلات تجعل الحدود غير مفهومة في المجتمع ككل أو متناقض؟ أم العكس صحيح؟

الحدود يتم وضعها بالعائلة للمساعدة على بناء نظام يشكل الإطار الأساسي الداعم لاستكشاف الطفل (بالنهاية هذه هي طريقة تعلمه عن العالم) عما هو المسموح والممنوع، ما هو المتوقع منه كطفل، ويساعده بالتعلم عن عالمه وبيئته وعلاقاته مع الآخرين.

وضع الحدود وتنفيذها هو أمر أساسي للحصول على تطور سليم للطفل، ولمساعدة الأهل بتوجيه الطفل نحو السلوك المرغوب وتطوير المهارات المختلفة لديه، اجتماعية، عاطفية ونفسية. عدم وجود هذه الحدود قد تسبب أزمات له ويخلق لديه الشعور بأنه يتواجد بفوضى دائمة، مما يزيد من شعوره بالقلق والحاجة إلى السيطرة، حيث نرى ذلك أحياناً بسلوكيات غير محبذة مثل عناد أو مماطلة أو تجاهل للكلام. بهذه الحالات من المهم على الأهل اكتساب مهارات وتعلم أدوات لتوضيح الحدود ومساعدة الطفل على الشعور بالأمان وتوجيهه للسلوكيات المرغوبة.

الحدود موجودة بكل منزل وبكل عائلة، ممكن أحيانا أن تكون متشابهة مع عائلات أخرى، وأاحيانا تختلف كلياً، وهذا يعود للأهل وما يريدون تطبيقه بالمنزل، فبالنهاية جميعنا مختلفون ولدينا قيم أساسية مختلفة من شخص لشخص.

– هناك من يضع الصحة الجسدية كقيمة أساسية فيتجنب إعطاء أطفاله الحلوى السكريات أو حتى يمنعهم تماماً، وهناك من يكونوا مرنين بالموضوع فيسمحون ببعض قطع الحلوى.

– هناك من يجد الشاشات مضرة ولذلك لا يسمح لأطفالهم بالمشاهده وهناك من يسمح بذلك دون حدود.

– الاختلاف هو طبيعي وموجود ولا يدل بأن هناك أهل “أصح” من أهل آخرين، أو أن هناك طريقة واحدة ووحيدة لكيفية تحديد الحدود بالمنزل، إنما يدل على أنه لا يوجد طفل كآخر، ولا يوجد أهل متشابهين وهذا نراه بطريقة تربيتهم وتوجيه أطفالهم للقيم المختلفة.

– هناك قيم وتقاليد اجتماعية والتي تنص على كيف متوقع من الفرد أن يتصرف، و هي ممكن أن تكون مشابهة لقيم وحدود لدى عائلات معينة وحدودها ومتناقضة مع عائلات أخرى.

بالنهاية الأهل والإطار العائلي المصغر هم من يقررون ما هو الأفضل لهم ولأطفالهم، لروتينهم ولنظامهم.

 أجرت اللقاء وحررته: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48

 

 



[ad_2]

Source link