بثوبٍ دامٍ | أردني يحاكي معاناة الآباء الغزيين
[ad_1]
“أختار مسيرة يوم الجمعة منذ أكثر من شهر، ولم أخرج في فعاليات سابقة، ليس قصورًا أو تثاقلاً، ولكن لأنني أشعر أن هناك خذلان عالمي لأهل غزة، وعجز في القرارات التي توقف المذبحة”.
( أردني يحاكي معاناة الآباء الغزيين)
المصاب الجلل الذي يعيشه الأهالي في قطاع غزة منذ نحو 9 أشهر؛ جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة وما خلفته من قتل وموت، خلق أساليبًا وأشكالاً جديدة للتعبير عن التضامن معهم في مختلف أنحاء العالم، ومنها ما اختاره المواطن الأردني فادي شاهين.
شاهين (50 عامًا) تحوّل إلى أيقونة في فعاليات التضامن مع قطاع غزة في الأردن، بفضل ظهوره الدائم في زي أبٍ ثيابه البيضاء مضرّجة بالدماء يحتضن مجسمًا لجثة طفل ودمية مقطوعة الرأس، في إشارة لحجم الوحشية التي يتعرض لها أطفال غزة.
وبشكل منتظم يشارك شاهين في الفعاليات الأسبوعية التي تنظم في الأردن للتضامن مع قطاع غزة، لاسيما في أيام الجمعة، معلنًا أن ظهوره بهذه الهيئة “ليس مجرد تضامن، بقدر ما هو وقفة مع النفس”.
كفن ودماء
يقول شاهين في تقرير لوكالة “الأناضول” إنه اختار الملابس البيضاء محاكاة للكفن، فيما يدل اللون الأحمر على الدماء، معتبرًا جميع أطفال غزة “شهداء مع فارق التوقيت”، ويفسر تضامنه مع الآباء الفلسطينيين بهذه الطريقة كونه “لا يملك كلامًا يعبر عما يدور في داخله”.
فادي شاهين هو شاعر نثري بالفطرة، وله دواوين منشورة، رغم عدم استكماله تعليمه الجامعي، ومراسل “الأناضول” التقى به في أحد المعارض الفنية التي يلجأ إليها لتلوين ثيابه وملحقاتها.
يعمل بصيانة المركبات بالمنطقة الحرة في مدينة الزرقاء، وهو متزوج وله 5 أبناء، أكبرهم يبلغ 18 عامًا وأصغرهم 10 أعوام، وكانت مشاعره الأبوية تجاههم كفيلة حتى يشعر بمعاناة نظرائه في غزة.
ويقول: “أختار مسيرة يوم الجمعة منذ أكثر من شهر، ولم أخرج في فعاليات سابقة، ليس قصورًا أو تثاقلاً، ولكن لأنني أشعر أن هناك خذلان عالمي لأهل غزة، وعجز في القرارات التي توقف المذبحة”.
يصف مشاعره خلال التواجد في الفعاليات التضامنية، بالقول “أكون حزينًا جدًا أثناء المشاركة، وأخشى الحديث مع أحد حتى لا تنهمر دموعي”.
ويتابع: “هذه المذبحة يجب أن تتوقف، واخترت هذه الطريقة كوسيلة للتعبير عن التضامن، علمًا بأني لا أعتبرها تضامنًا بقدر ما هي وقفة مع النفس، فالأب الغزي أخ لي”.
“لست ممثلا”
يشدد شاهين على أنه يعيش بالفعل مشاعر الأب الغزي المكلوم عندما يرتدي الثياب التي صممها ويحتضن مجسم الجثة والدمية مقطوعة الرأس.
ويوضح: “أحمل معي هذا المجسم وأعيش شعور أب غزي يحمل جثة طفله الذي قتل في هذه المذبحة، فما يحدث ليس حرب”.
وعن انطباع الناس أثناء وجوده بمسيرات التضامن مع غزة، يلفت إلى أن “الكثير منهم بكى بكاء شديدًا” عندما شاهده بهذا الزي، وهناك من شعر بالصدمة.
ويكّمل: “كل واحد يختار الطريقة التي تناسبه للتعبير عن تضامنه، والمظاهر والأساليب المختلفة التي اتبعها كثيرون مثلي أثرت بشكل كبير في المواقف الدولية، بينها الاعتراف بدولة فلسطين، وإبراز وحشية إسرائيل”.
يضع شاهين علم فلسطين وجذع من شجرة زيتون فوق مجسم الجثة، في إشارة إلى أن أغصان الشجرة المباركة “تعبير عن السلام”.
ويختتم حديثه بالقول: “أعيش بالمطلق شخصية ومشاعر الأب الغزي، فأنا لست ممثلاً، ولكني صاحب رسالة”.
[ad_2]
Source link