بطانة الرحم المهاجرة: ما هي وكيف تتخلصين منها؟

0 7

[ad_1]

بطانة الرحم المهاجرة: هل تعانين من ألم شديد في الحوض أثناء الدورة الشهرية أو الجماع؟ هل تشعرين بألم في الأمعاء أو المثانة؟ هل تلاحظين زيادة في كمية دم الدورة الشهرية؟ هل تواجهين صعوبة في الحمل؟ إذا كانت الإجابة بنعم على أي من هذه الأسئلة، فقد تكونين مصابة ببطانة الرحم المهاجرة.

المعاناة من ألم بطانة الرحم المهاجرة

إذا كنتِ تعانين من هذه الأعراض، فأنتِ لستِ وحدك. بطانة الرحم المهاجرة هي حالة شائعة تصيب حوالي 10٪ من النساء في سن الإنجاب.

في هذا المقال، سنناقش كل ما تحتاجين إلى معرفته عن بطانة الرحم المهاجرة، بما في ذلك:

  • ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟
  • ما هي أعراض بطانة الرحم المهاجرة؟
  • ما هي أسباب بطانة الرحم المهاجرة؟
  • كيف يتم تشخيص بطانة الرحم المهاجرة؟
  • كيف يتم علاج بطانة الرحم المهاجرة؟
  • كيف يمكن الوقاية من بطانة الرحم المهاجرة؟

نأمل أن يساعدك هذا المقال في فهم هذه الحالة الشائعة واتخاذ خطوات للسيطرة على أعراضك.

إحصائيات حول بطانة الرحم المهاجرة

  • يؤثر داء بطانة الرحم المهاجرة على حوالي 10% (190 مليون) من النساء والفتيات في سن الإنجاب على مستوى العالم.

  • في المتوسط، يستغرق الأمر 8 سنوات من ظهور الأعراض للحصول على تشخيص لمرض بطانة الرحم المهاجرة.

  • يعاني ما لا يقل عن 11% من النساء، أو أكثر من 6.5 مليون امرأة في الولايات المتحدة، من بطانة الرحم المهاجرة.

  • يعد بطانة الرحم المهاجرة ثاني أكثر الأمراض النسائية شيوعا في المملكة المتحدة.

  • تعاني واحدة من كل 10 نساء في سن الإنجاب في المملكة المتحدة من بطانة الرحم المهاجرة.

  • يمكن أن يصل معدل انتشار بطانة الرحم المهاجرة لدى النساء المصابات بالعقم إلى 30-50%.

ما هو داء بطانة الرحم المهاجرة؟

داء بطانة الرحم المهاجرة أو (بطانة الرحم الهاجرة ، البطانة المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis) هو مرض شائع يصيب الجهاز التناسلي للمرأة. و يعتبر السبب الرئيسي للألم المزمن لمنطقة الحوض في السيدات. في جميع السيدات يكون الرحم مغطى داخليا بنسيج يسمي بطانة الرحم Endometrium. و لا تتواجد تلك البطانة إلا في الرحم فقط. أما في حالة مرض بطانة الرحم المهاجرة فإن بطانة الرحم تنمو في أماكن أخرى غير الرحم.

ما هو داء بطانة الرحم الهاجرة؟ What is endometriosis

و تتواجد بطانة الرحم المهاجرة في أماكن كثيرة في التجويف البطني. و تظهر في المبايض، الأمعاء، أو أي أعضاء أخرى بالبطن.

أماكن تواجد بطانة الرحم الهاجرة

و عندما تتواجد بطانة الرحم بالمبيض فإن حجمه يزداد ثم يمتلئ بالدم فيصبح المبيض عبارة عن كيس ممتلئ بالدم و يسمى كيس الشكولاتة chocolate cyst.

يصبح المبيض عبارة عن كيس ممتلئ بالدم و يسمى كيس الشكولاتة chocolate cyst.

و قد أثبتت الدراسات أن مرض داء بطانة الرحم المهاجرة يحدث بنسبة 10-33% للسيدات في سن 25-35 عاما. و نصف البنات تقريبا اللاتي يعانون من ألم مزمن بالحوض يكونوا مصابين بمرض بطانة الرحم المهاجرة.  و متوسط السن الذي يتم تشخيص المرض فيه هو 27 عاما، لكن العديد من السيدات يشتكون من أعراض المرض لعدة سنوات قبل أن يتم التشخيص.

أسباب داء بطانة الرحم المهاجرة

مازالت أسباب المرض غير معروفة. لكن هناك عدة اعتقادات عن أسباب المرض، منها:

  • خلل في جهاز المناعة.
  • عدم توازن في هرمونات الجسم.
  • عوامل وراثية متعلقة بالجينات. فقد وجد أن نسبة الإصابة بهذا المرض تزيد عند المرأة عندما تكون الأم أو الأخت مصابة بالمرض.

و هناك أكثر من نظرية تقترح كيفية حدوث المرض. و قبل التعرض لذلك يجب أولا فهم مراحل الدورة الحيضية المنتظمة (الدورة الشهرية) و كيف تؤثر هرمونات الجسم على الدورة الحيضية و على الرحم نفسه.

الدورة الحيضية Menstrual Cycle:

بطانة الرحم هي الطبقة الداخلية لنسيج الرحم و التي تتساقط مع دم الحيض.  و سمك طبقة بطانة الرحم يتأثر بعملية التبويض و مستوى الهرمونات بالجسم الذي ينظم عملية التبويض. و يكون سمك بطانة الرحم أقل ما يمكن بعد انتهاء نزول دم الدورة الحيضية (الطمث) مباشرة ثم يتزايد سمكه تدريجيا خلال الأسبوعان بعد الدورة الحيضية نتيجة تزايد مستوى هرمون البروجستيرون.

و بعد ذلك تحدث عملية التبويض Ovulation و يتم إطلاق البويضة و يصبح نسيج بطانة الرحم ملئ بالغدد نتيجة تزايد مستوى هرمون الأستروجين. و يتم كل ذلك لتهيئة الرحم لاستقبال البويضة الملقحة و غرزها في بطانة الرحم و بدء عملية الحمل. فإذا لم يحدث ذلك فإن طبقة بطانة الرحم تتساقط و يبدأ نزول دم الطمث من جديد.

الدورة الحيضية (الطمث) وتغيرات بطانة الرحم

و مرض بطانة الرحم المهاجرة يحدث عندما ينمو نسيج بطانة الرحم خارج الرحم. و عادة يحدث ذلك في منطقة الحوض في المبايض، المثانة، القولون. و يمكن أن يحدث أيضا داخل تجويف البطن أو في أماكن أبعد من ذلك مثل الرئة، الساق، الجلد.

و حيث أن مستوى الهرمونات التي تؤثر في أنسجة بطانة الرحم المهاجرة يتعلق بالدورة الحيضية، لذلك فنادرا جدا أن تحدث إصابة بالمرض قبل بدء الدورة الحيضية للفتاة أو بعد سن انقطاع الطمث حيث أنه في كلتا الحالتين لا توجد دورة حيضية. كذلك يكون المرض أقل حدة عندما يكون مستوى الهرمونات بالجسم ثابت مثل في حالة الحمل.

كيفية حدوث المرض

و هناك نظريتان تفسر كيفية حدوث بطانة الرحم المهاجرة.

  1. النظرية الأولى:
    و هي الأكثر تصديقا وتقترح أن هناك شيء يعرف بالحيض الرجعي retrograde menstruation حيث يحدث تدفق خلفي لدم الدورة الشهرية بما يحتويه من خلايا بطانة الرحم. فتتحرك خلايا بطانة الرحم إلى الجسم من خلال قناتي فالوب و تلتصق بأجزاء من الجسم مثل المبايض، المثانة، الأمعاء.
     تدفق خلفي لدم الدورة الشهرية
    و تبدأ بعد ذلك تلك الخلايا تستجيب لهرمون البروجستيرون و الأستروجين مثلها مثل خلايا بطانة الرحم الطبيعية الموجودة بالرحم. فتبدأ تنمو و يزداد سمكها و عندما يقل مستوى الهرمون قرب نزول دم الدورة الشهرية تبدأ تلك الخلايا النزيف مما يؤدي إلى حدوث التهابات و التصاقات في تجويف الحوض و البطن مكان تواجدها.
  2. النظرية الثانية:
    تقترح أن طبقة الخلايا التي تحيط بالمبايض و خلايا أخرى في منطقة الحوض قادرة على التغير و التحول إلى خلايا بطانة الرحم فتكون تماما مثل نسيج بطانة الرحم. و سبب حدوث ذلك التحول غير معروف. هناك بعض الاقتراحات التي تقول أنها بسبب الحيض الرجعي أو بسبب عدوى.

أعراض داء بطانة الرحم المهاجرة

تتمثل أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة في الآتي:

  • ألم في منطقة الحوض:
    ألم في منطقة الحوض
    تعتبر أكثر الأعراض انتشارا للمرض. و يكون الألم شديد قبل الدورة الشهرية مباشرة و يقل بنهاية الدورة الشهرية. و ينتشر الألم على جانبي منطقة الحوض، الجزء السفلي من الظهر، البطن، و الأرداف.
    زيادة مدة ألم بطانة الرحم المهاجرة مع الوقت
    و في بداية المرض يكون الألم فقط خلال أيام الطمث لكن مع زيادة حدة المرض و تقدم مرحلته قد يصبح الألم لفترات أطول.

  • ألم أثناء الدورة الشهرية و ألم أثناء الجماع: يعتبر أيضا من الأعراض الشائعة.

  • زيادة كمية دم الدورة الشهرية.

  • عقم: و ذلك بسبب الالتصاقات التي تحدث في المبيض و قناتي فالوب و في منطقة الحوض عامة.
    الالتصاقات الناتجة عن مرض بطانة الرحم المهاجرة

أعراض أخرى تعتمد على مكان تواجد نسيج بطانة الرحم الهاجر، مثل:

  • إذا كان قريبا من المستقيم : ألم بعد التبرز.

  • إذا كان قريبا من المثانة : ألم أثناء التبول.

  • في الحالب : ألم في الظهر والخصر.

  • في الأمعاء : إسهال وقيء ومغص في البطن.

متى يتم التوجه للطبيب؟

حيث أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يعتبر مرض مزمن فإنه يحدث تدريجيا. لذلك على أي سيدة التوجه للطبيب في الحالات التالية:

  • تزايد ألم الدورة الشهرية على غير المعتاد.

  • ألم أثناء الجماع.

  • ألم يعوق أداء النشاط اليومي للسيدة.

تشخيص داء بطانة الرحم المهاجرة

الكشف الطبي

قد يجد الطبيب أثناء الكشف الطبي حبوب صغيرة في منطقة الحوض pelvic nodules. و تكون مؤلمة عند الضغط عليها. و قد يجد أيضا تكتلات في المبايض.

التحاليل و الفحوصات

لا يمكن الاعتماد على الأعراض و الفحص الطبي فقط لتشخيص مرض بطانة الرحم المهاجرة. فهناك أمراض أخرى تسبب نفس الأعراض. لذلك يجب القيام ببعض الفحوصات لتأكيد تشخيص المرض.

  • فحص عينة Biopsy:

    يعتبر من أهم وسائل تشخيص المرض. يتم إدخال منظار من خلال شق صغير في البطن (laparoscopy). و يتم أخذ عينة من النسيج المتوقع انه من بطانة الرحم.  و يمكن أن يتم ذلك بدون استخدام المنظار، لكن تحتاج إلى شق جراحي كبير (laparotomy).  ثم يتم بعد ذلك فحص العينة المأخوذة تحت الميكروسكوب بواسطة أخصائي الأمراض pathologist لتحديد إذا كانت خلايا من بطانة الرحم أم لا.
    أخذ عينة من النسيج المتوقع انه من بطانة الرحم
    فحص العينة بواسطة أخصائي الأمراض
    بطانة الرحم المهاجرة تحت الميكروسكوب

  • فحص الدم:
    يوجد نوع معين من البروتين يسمى CA125 يرتفع معدله في الحالات المتقدمة من المرض. لكن لا يمكن الاعتماد علي هذا التحليل في تشخيص المرض لأنه يرتفع في أمراض أخرى مثل سرطان المبيض. كذلك لا يشخص المرض في المرحلة المبكرة له.  و تكمن فائدة ذلك التحليل فقط في أنه يمكن استخدامه لمتابعة استجابة المريضة للعلاج.

  • الرنين المغناطيسي MRI:
    يكشف وجود التصاقات حول المبيض. و يمكن أن يظهر وجود أنسجة بطانة الرحم و أكياس من الدم في الأمعاء، المثانة.

  • الموجات فوق الصوتية المهبلية (الألتراساوند المهبلي )Vaginal Ultrasound:

    يمكن أن يظهر وجود أكياس دموية على المبيضين.
    لموجات فوق الصوتية المهبلية

العلاج من داء بطانة الرحم المهاجرة

لا يوجد علاج للشفاء نهائيا من مرض بطانة الرحم المهاجرة. يتمثل العلاج في تخفيف أعراض المرض. و هناك خيارات عديدة للعلاج يحدد الطبيب المعالج العلاج المناسب تبعا لحالة المريضة.

الرعاية المنزلية

في بعض السيدات تساعد التمارين الرياضية على تخفيف الألم المصاحب للمرض. و لم تتوصل الأبحاث بعد لعلاقة التمارين الرياضية بتقليل الألم.

العلاج الدوائي

الهدف الأساسي للعلاج الدوائي يكون لعلاج الألم الناتج عن المرض و إيقاف أو إبطاء تطور المرض.

  • الخطوة الأولى في العلاج:
    و يعتبر العلاج الأولي المستخدم في علاج ألم المرض. و يتمثل في أدوية مضادات الالتهابات الغير ستيرويد.  و قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوية مسكنة أقوى إذا لم تعطي مضادات الالتهابات الغير ستيرويد نتيجة فعالة للمريضة.

  • الخطوة التالية في العلاج:
    هدفها إبطاء أو إيقاف تقدم مرحلة المرض و انتشار بطانة الرحم إلى أماكن أخرى خارج الرحم. و يعتمد اختيار العلاج المناسب على حدة المرض.  و هناك طريقتان مختلفتان للعلاج تستخدم لتغيير مستوى الهرمونات التي تسبب تطور المرض.

    • الطريقة الأولى:
      تهدف إلى خفض عملية التبويض. و ذلك عن طريق استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية  مثل أقراص منع الحمل، حقن منع الحمل، أو الوسائل الهرمونية بالزرع.

      و بتلك الطريقة يتم خفض مستوى الهرمونات التي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الرحم و بالتالي تمنع التغيرات التي تحدث في نسيج بطانة الرحم الموجود في أجزاء مختلفة من الجسم.  و عادة يتم استخدام أقراص منع الحمل بجانب مضادات الالتهابات الغير ستيرويد للسيدات خاصة اللاتي لا يردن الحمل.

    • الطريقة الثانية:
      تهدف إلى خفض مستوى هرموني الأستروجين و الأندروجين بالجسم.

      وتوصف هرمونات تعرف (GNRH analogue) وتوجد على هيئة حقن بالعضل أو تحت الجلد أو على هيئة بخاخ أنف وتقوم بمنع إفراز هرمونات الغدة النخامية المنشطة للمبيضين.طريقة عمل GNRH analogue
      و تعمل هذه الهرمونات على تثبيط وظيفة المبيض مما يؤدي إلى قلة إنتاج هرمون الاستروجين وبالتالي انقطاع الدورة الشهرية وهذا يوقف نمو أنسجة بطانة الرحم المهاجرة وبعد ذلك تصبح غير فعالة و تتلاشى.

علاج الألم التداخلي

المرضى الذين يعانون من صعوبة في تخفيف الألم، يمكن لأطباء علاج الألم أن يقدموا حلا غير جراحي لعلاج الألم المزمن في منطقة الحوض من خلال تقنيات تساعد في تخفيف الألم.

يمكن استهداف العقد العصبية المسؤولة عن الألم في منطقة الحوض، من خلال تقنيات مخصصة، مثل التردد الحراري وحقن مضادات الالتهاب للتخفيف من الألم ومنع نقل إشارات الألم إلى الجهاز العصبي. هذه الإجراءات تساعد في تقليل الألم وتحسين حالة المريض.

بشكل عام، علاج الألم يمكن أن يكون فعالا لتحسين جودة حياة المرضى، حتى لو لم يكن لديه نسبة نجاح 100٪. كل حالة تختلف عن الأخرى، وقد يتطلب البعض جلسات متكررة للحصول على أفضل النتائج، بينما يكون العلاج مرة واحدة كافيا للآخرين. الهدف الرئيسي هو تخفيف معاناة المريضة.

العلاج الجراحي

يتم اللجوء للعلاج الجراحي في حالة عدم الوصول للنتيجة المطلوبة مع العلاج الدوائي.

  • جراحة منظار البطن
    و هي عبارة عن عملية جراحية بسيطة يستخدم فيها منظار صغير من خلال شق جراحي صغير بالبطن و يتم إزالة كل أنسجة بطانة الرحم المهاجرة خارج الرحم. و ذلك عن طريق الكي الحراري أو الليزر وإزالة الالتصاقات وأكياس الدم.  و يستخدم غالبا عندما تكون المريضة في سن الخصوبة وترغب في إنجاب أطفال.

  • استئصال الرحم و المبايض
    و تستخدم في حالات فشل العلاج الدوائي و الحالات المتقدمة من المرض إذا كانت المريضة لا تريد الحمل و الإنجاب.

بالإضافة إلى الجراحة، يمكن استخدام تقنيات علاج الألم التداخلي المذكورة سابقا لعلاج الألم المزمن في منطقة الحوض.

الوقاية من داء بطانة الرحم المهاجرة

لا توجد حتى الآن طرق معروفة للوقاية من المرض. لكن هناك أبحاث تقترح بعض الطرق التي تساعد على إنقاص نسبة الإصابة بالمرض. و مثال ذلك:

[ad_2]

Source link