نصائح ذهبية للأبوين لتحصين أطفالهم من التنمر | أسرة
[ad_1]
قرعت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية -في مارس/آذار 2024- جرس الإنذار لمكافحة المضايقات والتنمر الذي يواجهه الأطفال في كل أنحاء العالم.
وكشفت الدراسة، التي شملت 279 ألف طفل من 44 دولة في مختلف أنحاء العالم، أن 16% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11-15 عاما قالوا إنهم تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت عام 2022.
وكانت دراسة سابقة تحمل عنوان “السلوك الصحي لدى الأطفال في سن الدراسة” وتستند إلى بيانات تعود إلى عام 2018، أفادت بتسجيل 13% من حالات التنمر عبر الإنترنت لدى هذه الفئة العمرية، وفق البيان نفسه.
ما التنمر؟
التنمر هو نوع من الأذى الذي يمارسه فرد ضد آخر، ويتضمن عادة استخدام الطرف الأول للقوة أو الإكراه لإهانة أو إيذاء أو استغلال الطرف الثاني. كما يشمل الإهانة اللفظية والتحرش والضرب. ويمكن أيضا أن تمارسه مجموعة ضد فرد أو ضد مجموعة أخرى.
من هنا تأتي أهمية تثقيف الأسر وكل من يتعامل مع الطفل بأشكال التنمر سواء عبر الإنترنت، أو في المدرسة، أو في النادي، الجزيرة نت التقت ثلة من الخبراء لتقديم نصائح للأهل لتعليم أطفالهم مواجهة كيفية مواجهة التنمر.
معاناة الطفل مع المتنمر
واعتبر الدكتور أيمن البلشة، دكتوراه بالتربية الخاصة، ظاهرة التنمر من أخطر الظواهر، لافتا إلى أن لها نتائج سلبية مباشرة على شخصية الطفل وقدرته على التكيف والاندماج في البيئة الاجتماعية والمدرسية أيضا، وخاصة أنها تؤثر بشكل مباشر على فرص تأكيد الذات وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على توظيف مهارات الطفل في التفاعل والتواصل والتعلم بشكل اعتيادي.
وأشار الدكتور البلشة، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الطفل “المتنمر عليه” يواجه في بعض الحالات العديد من المشكلات النفسية والسلوكية التكيفية لدى الطفل ومنها:
- الانطواء.
- الانسحاب الاجتماعي.
- تراكم الخبرات السلبية تجاه المدرسة والتعليم بشكل عام.
- قد تصل بعض الحالات إلى السلوك العدواني تجاه الذات والآخرين.
- الشعور بالوحدة والضعف وعدم القدرة على مواجهة المواقف المختلفة.
- ضعف العلاقات الاجتماعية وبناء الشخصية الاجتماعية والتأثير على مفهوم الانتماء للجماعة.
- التصرف بطرق غير مقبولة اجتماعيا لتجنب المواقف التي يمكن أن يظهر فيها التنمر من قبل الآخرين.
تحصين الطفل بالثقة خير من العلاج
وتعتقد، ميساء القرعان، باحثة اجتماعية ونفسية، فيما يخص التنمر أن درجة تضرر الطفل تأتي غالبا من خبرات عايشها في الأسرة أو رياض الأطفال، فحساسية الطفل تجاه التنمر تزداد كلما تناقصت لديه الثقة بنفسه، والثقة بالنفس تبنى منذ اليوم الأول للولادة وحتى سن 6 سنوات.
وتلفت القرعان، في حديثها للجزيرة نت، إلى أن أخطر مرحلة هي عمر السنتين؛ قائلة “أنا أتبنى مقولة “درهم وقاية” في هذا الجانب بمعنى أن يزرع الأهل الثقة بالنفس لدى الطفل منذ بدايات وجوده، ويركزون على الإيجابي في شخصيته ولا مانع من اتباع عملية الإيحاء أثناء بداية نوم الطفل بتذكيره أنه ذكي وجميل ومحبوب فهذا ينمي لديه الثقة بالنفس، والتي تشكل سدا منيعا أمام الحساسية من النقد.
كما يتوجب على الأهل عدم توجيه النقد المباشر للطفل وهو بين أقرانه مهما كان السبب، وهنا أعود للقول إن التنمر بحد ذاته مشكلة، ولكن المشكلة الكبرى تكمن في رد الفعل تجاه التنمر، والوقاية منه وتحصين الطفل بالثقة خير من العلاج.
توعية الأطفال بظاهرة التنمر
وتقول جنى زهير الحدق، مرشدة نفسية وتربوية، “من أهم القضايا التي تواجهنا كمرشدين هي ظاهرة التنمر بجميع أشكاله؛ سواء كان لفظيا أو جسديا، ونسعى جاهدين لمعالجتها على مدار العام”.
ويكمن دور المرشد في مواجهة التنمر والحد من هذه المشكلة سواء من خلال الحديث بالإذاعة المدرسية، أو باجتماعات أولياء الأمور، وأيضا من خلال الحصص الإرشادية التوعوية، والتوجيه الجمعي، ومن خلال النشرات والندوات واللعب واللجنة الإرشادية.
وتلفت الحدق، في حديثه للجزيرة نت، إلى أهمية الاهتمام بظاهرة التنمر من خلال الأندية الصيفية التي يشارك بها الأطفال، حيث يجب على المرشد توجيه الطفل المتنمر نحو النشاطات المختلفة لتفريغ طاقته من خلالها.
وبينت الحدق أن هناك خططا علاجية وطرقا إرشادية تتبعها معظم المدراس، بوصفها مجتمعا مصغرا، لتوعية الأطفال بظاهرة التنمر، وكيفية مواجهتها، وبهذا نقي باقي المجتمع من مظاهر التنمر بأشكاله كافة.
ونحن المرشدين التربويين نسعى جاهدين لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لطلبتنا في المدارس وحتى الأندية الصيفية ودعم التشاركية والتفاعلية مع زملائنا المعلمين وأولياء الأمور لتحقيق بيئة آمنة لأطفالنا.
نصائح للأهل لتعليم أطفالهم مواجهة التنمر؟
تلعب الأسرة دورا فاعلا وكبيرا ضمن مستويات مختلفة في مواجهة التنمر، وتاليا النصائح التي يقدمها الدكتور أيمن البلشة للأهل لتعليم أطفالهم مواجهة التنمر، وهي:
- الوقاية: وذلك من خلال زيادة تأكيد الذات لدى الطفل في المنزل والتركيز بشكل كبير على تعزيز الثقة بالنفس وتطوير كافة مجالات الشخصية الاجتماعية والانفعالية والتواصلية والاستقلالية بشكل مناسب ـ وتمرير الطفل بخبرات نجاح وتزويده بكافة الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها التعامل مع المواقف بنجاح.
- رفع الوعي: حيث تقوم الأسرة بتزويد الطفل بالمعلومات الضرورية التي تساعد على فهم أنماط العلاقات بين الأفراد والوصول إلى معايير يمكن من خلالها التمييز بين العلاقات الإيجابية والعلاقات السلبية، والقدرة على فهم الآخرين، وطرق الرد عليهم بطريقة مناسبة وضمن الآداب العامة، دون الوصول إلى ارتكاب أخطاء أثناء التعامل معهم أو الإساءة إلى الآخرين.
- التوجيه والإرشاد: ويمكن للأسرة في حال تعرض الطفل إلى أي شكل من أشكال التنمر أن تقوم بتقديم التوجيهات والإرشادات للطفل؛ لتعليمه كيفية التعامل مع المواقف والإجراءات التي يجب أن يقوم بها؛ لحماية نفسه من خلال إبلاغ إدارة المدرسة، أو النادي، وبالتحديد المرشدة النفسية أو التربوية بما تعرض له بهدف المساعدة في إيجاد حلول جذرية للتنمر، وضمان عدم تكرار تلك المواقف.
- الممارسة والخبرات العملية: بداية يجب على الأسرة أن تطور علاقات إيجابية مع طفلها، والتأكد من قوة تلك العلاقة والروابط الأسرية التي يشعر من خلالها الطفل بأنه في أمان، وأنه يمكن الاعتماد على أسرته في حل المشكلات والمواقف الصعبة التي يتعرض لها، ومن ثم يتم الانتقال إلى تطوير المهارات الاجتماعية للطفل، حيث إن تلك الخبرات والمواقف تساعد في بناء آلية لمواجهة أشكال التنمر، والقدرة على التعامل معها ضمن المواقف المختلفة.
- التواصل الفعال: مع المدرسة والنادي، من خلال المتابعة الدورية لحالة الطفل، وخاصة أن هذا يساعد بشكل كبير على تفادي العديد من الآثار النفسية المترتبة على التنمر، وتساعد في اختيار الطرق المناسبة لمواجهة التنمر والتخلص منه ضمن البيئة المدرسية وأثناء التعامل مع الأقران بما يضمن الاستقرار النفسي والانفعالي والاجتماعي للطالب ضمن بيئة آمنة وإيجابية.
[ad_2]
Source link