كيف قدَّمت الموسيقى العربيّة أفكار الشباب؟
[ad_1]
عبر الغناءِ، والشعرِ، والطرب، تنطلقُ الموسيقى العربيَّة في رحلةٍ متجدِّدةٍ، تعبِّرُ فيها عن آفاقِ الشبابِ الطموحة، وأفكارهم الفريدة. لقد شكَّلت الموسيقى العربيَّة منذ زمنٍ بعيدٍ منبراً للتعبيرِ عن التجاربِ الحياتيَّة، والأفكارِ الإبداعيَّة، ما جعلها وسيلةً فاعلةً لنقلِ رسائلِ الشباب، وتعبيرهم عن آرائهم في عديدٍ من الموضوعات.
“بعض الأغنيات تحثُّ الشباب على التفكيرِ النقدي، والسعي إلى التغييرِ الإيجابي في مجتمعاتهم”
زين عوض
نجدُ أنفسنا، حينما يتعلَّقُ الأمرُ برحلةِ الموسيقى العربيَّة، أمام تساؤلاتٌ عدة، تجعلنا نتأمُّل في دورها بتشكيلِ فهمِ الشباب، وتوجيه طموحاتهم، فهل تعدُّ الموسيقى العربيَّة مجرَّد ترفيهٍ، أم أنها منبرٌ مهمُّ للتعبيرِ عن القضايا الاجتماعيَّة والثقافيَّة؟ وكيف يمكنُ لها أن تُلهم، وتحفِّز الشبابَ على الابتكارِ، والتفكيرِ النقدي؟ وهل تتحوَّل إلى وسيلةٍ للتواصلِ، والتفاعلِ بين الأجيال؟ في لقاءٍ حواري مع الفنَّانة الشابَّة زين عوض، استفسرنا منها عن الدورِ المحوري الذي تلعبه الموسيقى العربيَّة في تشكيلِ، وتوجيه أفكارِ الشباب، وحاولنا فهمَ كيف يمكنُ للموسيقى أن تصبحَ مصدرَ إلهامٍ وتأثيرٍ في مساراتهم المستقبليَّة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الموسيقى مصدر الإلهام
الفنَّانة زين عوض، بدايةً، هل يمكنُ أن تموتَ أفكارُ وطموحاتُ الشبابِ في الفنِّ الحديث؟
لقد مضت عقودٌ، وأتت أجيالٌ، وتغيَّرت مفاهيمُ، وترسَّخت أخرى، ومع ذلك حافظت الأغنيةُ العربيَّة على دورها في صقلِ وعي الشبابِ بالمجتمع، ونقل قضايا مختلفةٍ، والتعبيرِ عن أفكارِ، ومشاعرِ، وطموحاتِ الأجيالِ المتعاقبة. يرى بعضهم في العمل الغنائي مجرَّد تسليةٍ، يقتلُ بها وقته! وهذا أمرٌ خاطئٌ، فهو في الحقيقةِ يثقِّفه، ويجعله يفكِّرُ، ويتعاطفُ، ويغضبُ، كما يدفعه لفعلِ الخيرِ في بعض الأحيان. إن ما تحمله الأغنيةُ من لحنٍ عريقٍ، وكلماتٍ معبِّرةٍ وهادفةٍ، لا يقلُّ أهميَّةً عن الأفكارِ التي يتمُّ تقديمها في الندواتِ العلميَّة، والمحاضراتِ الجامعيَّة، فلطالما كانت أغنياتُ السيدةِ أم كلثوم، تمثِّلُ نموذجاً بارزاً للفنِّ العربي الأصيلِ والعميق. هي لم تكن مجرَّد أغنياتٍ، بل كانت لحناً، ينبعثُ من أعماقِ الروح، وكلماتٍ، تحملُ في طيَّاتها رسائلَ عميقةً، تلامسُ مشاعرَ وآمالَ الكثيرين. على مرِّ السنين، استمرَّت أغنياتُ أم كلثوم في تحفيزِ الإبداع، وتشكيلِ الثقافةِ العربيَّة، وكانت مصدرَ إلهام للفنَّانين والموسيقيين في كلِّ جيلٍ. مثلاً أغنيةُ «ألف ليلة وليلة»، استوحى منها عديدٌ من الفنَّانين الإلهامَ لإعادةِ توزيعها بأساليبَ معاصرةٍ، ما أعطى الأغنية أبعاداً مغايرةً، جذبت جمهوراً جديداً.
كذلك تبقى أغنياتها محطَّ إعجابِ واهتمامِ كثيرٍ من الباحثين والدارسين في مجالِ الفنِّ والثقافة، إذ يحاولون فهمَ الرسائلِ العميقة، والقيمِ الثقافيَّة التي تحملها، وكيف أن هذه الأعمال تستمرُّ بالتأثيرِ في الجماهير بمرورِ الزمن.
الموسيقى العربيَّة وخلق الوعي بجوانب الحياة
هل يمكنُ للموسيقى أن تلعب دوراً في تنميةِ، وصقلِ الذكاءِ والإبداعِ لدى الشباب؟
بالنظر إلى تجربتي الشخصيَّة بوصفي فنَّانةً، وما لمسته من تأثيرِ الموسيقى في الأفراد، نعم أؤمنُ بقوَّتها في تنميةِ، وصقلِ الذكاءِ والإبداع لدى الشباب الناشئ. الموسيقى ليست مجرَّد مجموعةٍ من الأصواتِ، والألحان، هي لغةٌ، تعبِّرُ عن المشاعرِ، وتحملُ رسائلَ عميقةً، تصلُ إلى القلوب، وتثيرُ العقول. لطالما لاحظتُ كيف أن الموسيقى تؤثِّرُ في حالةِ العقلِ والمزاجِ لدى الأفراد، إذ يمكنُ أن ترفعَ معدَّل التركيزِ والانتباه، وتعزِّزَ الذكاءَ الإبداعي، والتفكيرَ النقدي. عندما يتعرَّضُ الشباب لموسيقى متنوِّعةٍ وملهمةٍ، يتحفَّزون لاكتشافِ قدراتهم الفنيَّة والإبداعيَّة بطرقٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ.
ما رأيك بالتعرف أصحاب هذه المهارات لديهم ذكاء اجتماعي مرتفع
الأغنياتُ الهادفة تعكسُ الثقافةَ وتعلِّم التاريخ
ما الوسائلُ، والطرقُ الفنيَّة التي يمكنُ للفنَّان أن يتبنَّاها اليوم من أجل تعزيزِ دور الفنِّ في نقلِ أفكارِ وطموحاتِ الشباب؟
يستطيعُ الفنَّان اليوم، باستخدامِ عديدٍ من الوسائلِ والطرقِ الفنيَّة، أن يسهمَ في تعزيزِ دورِ الفنِّ في نقلِ أفكارِ وطموحاتِ الشباب، من ذلك:
الفنُّ الرقمي
يمكنُ للفنَّان استخدامُ التكنولوجيا الحديثة لإنشاءِ أعمالٍ فنيَّةٍ تفاعليَّةٍ، تسمحُ للشبابِ بالمشاركةِ والتفاعل مثل الرسومِ المتحرِّكة، والتطبيقاتِ الرقميَّة، والفنِّ التفاعلي لخلقِ تجاربَ فنيَّةٍ مبتكرةٍ وجذَّابةٍ.
الفنُّ الجماعي والتعاوني
تعاونُ الفنَّان مع الشبابِ في إنتاجِ أعمالٍ فنيَّةٍ جماعيَّةٍ، تعبِّرُ عن آرائهم، وتجاربهم المشتركة، يمثِّلُ وسيلةً مثلى لنقلِ الأفكارِ وتجسيدها بشكلٍ مباشرٍ وواقعي، إذ يمكنُ أن تسهمَ ورشُ العمل، والمشروعاتُ الفنيَّة المشتركة في تمكينِ الشبابِ من الشعورِ بالانتماءِ، والتفاعلِ مع الفنِّ بشكلٍ أكبر.
فنُّ الشارع والمجتمع
في إمكانِ الفنَّان اليوم، أن يستخدمَ الفنَّ في الشوارعِ والمساحاتِ العامَّة لنشر رسائلِ وأفكارِ الشباب. من خلال الرسمِ بالشارعِ، والمعارضِ العامَّة، والأداءِ الموسيقي في الهواءِ الطلق، يمكنُ للفنِّ أن يصلَ إلى جمهورٍ أوسع، وأن يحفِّز التفاعلَ والحوار.
كيف قدَّمت الموسيقى العربيَّة أفكارَ الشبابِ الطموح؟
أعتقدُ أن الشباب، وجدوا في المقطوعاتِ الموسيقيَّة، والأغنياتِ وسيلةً للتعبيرِ عن مشاعرهم، وآرائهم بشكلٍ صريحٍ وجريءٍ، إذ تعكسُ كلماتُ الأغنيات، والموسيقى العربيَّة تجاربهم، وتحدِّياتهم، وأحلامهم، ما يجعلهم يجدون ارتباطاً عاطفياً وثقافياً بهذا الفن، ويمكن أن أجسِّد لكم ذلك بمحاورَ عدة، من أهمِّها:
التعبير عن المشاعر والمواقف الشخصيَّة
الموسيقى العربيَّة، توفِّرُ منصَّةً للشبابِ للتعبيرِ عن مشاعرهم، وتجاربهم الشخصيَّة. على سبيل المثال، أغنيةُ «حلوين من يومنا والله» للفنَّان سيد مكَّاوي، تعبِّرُ عن مدى تقديرِ الشباب لعائلاتهم ومجتمعاتهم بشكلٍ متعاقبٍ بين الأجيال.
تحفيز التفكير النقدي والتغيير
بعض الأغنيات، تحثُّ الشبابَ على التفكيرِ النقدي، والسعي إلى التغييرِ الإيجابي في مجتمعاتهم، من ذلك أغنية «كن صديقي» للفنَّانة ماجدة الرومي، و«فاضي شوية» لحمزة نمرة، و«حكايتي«» لكارمن سلمان، جميعها أغنياتٌ عربيَّةٌ، تدفعُ الشباب من الجنسين إلى الثقةِ بأنفسهم، والعملِ على تحقيقِ أحلامهم.
التعبير عن التنوُّع والهويَّة
توفِّرُ الموسيقى العربيَّة الفرصةَ للشبابِ للتعبيرِ عن التنوُّعِ والهويَّة في مجتمعاتهم، فموسيقى الراب العربي، تعكسُ تنوُّعَ الثقافاتِ والتجاربِ بين الشبابِ في العالم العربي، وتعبِّرُ عن هويَّتهم الفريدة. وهكذا فإن كل أغنيةٍ، أو عملٍ موسيقي، يعكسُ جزءاً من المجتمعِ، ويغيِّرُ بعض الآراء.
يمكنك أيضًا الاطلاع على صناعة النجاح.. كيفية تحويل الفشل إلى نجاح في العمل؟
[ad_2]
Source link