ماذا تعني استقالة ميلر لعلاقة أميركا بإسرائيل؟ | أخبار

0 8

[ad_1]

واشنطن- شكلت استقالة أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية منعطفا خطيرا في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، فالرجل الذي استقال احتجاجا على موقف الإدارة الأميركية من الحرب على غزة، “يحظى باحترام كبير في تل أبيب ويدعم العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل” بحسب مسؤول أميركي تحدث لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

ونسعى في التقرير التالي إلى تقديم تفاصيل عن الرجل ومواقفه من إسرائيل، وعن الاستقالة، أسبابها وتأثيراتها على ما يجري في غزة، وفي علاقة تل أبيب مع واشنطن، وغيرها.

من أندرو ميلر؟ وما أهمية منصبه في الإدارة الأميركية؟

أندرو ميلر، سياسي أميركي محترف، شملت خبرته في العمل الحكومي الرسمي التعيين عدة مرات في الإدارات الديمقراطية خلال العقدين الأخيرين.

وكانت آخر مناصبه قبل استقالته، بوزارة الخارجية حيث عمل نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في إدارة شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية منذ بداية عام 2023.

وقبل ذلك، شغل منصب كبير مستشاري السياسات لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، حيث غطى شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة الإرهاب والشؤون السياسية والعسكرية والاستخبارات خلال عامي 2021 و2022.

وخلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، شغل ميلر منصب مسؤول الملف المصري وإسرائيل بمجلس الأمن القومي، حيث عمل تحت رئاسية السيدة يائل لامبرت، سفيرة واشنطن الحالية لدى الأردن.

وشملت مهام ميلر الحكومية السابقة العمل مديرا للقضايا العسكرية لمصر وإسرائيل في مجلس الأمن القومي للرئيس أوباما من عام 2014 إلى عام 2017، حيث شارك في مداولات بشأن المساعدات الأمنية الأميركية لمصر وإسرائيل والسلام في الشرق الأوسط، من بين قضايا أخرى.

كما عمل في وزارة الخارجية الأميركية في مجموعة متنوعة من الأدوار الاستخباراتية والسياسية، بما في ذلك في مكتب الاستخبارات والبحوث، ومع موظفي تخطيط السياسات في عهد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وفي سفارتي الولايات المتحدة في القاهرة والدوحة.

وخارج الإدارات الديمقراطية، عمل ميلر في مراكز أبحاث تميل توجهاتها للحزب الديمقراطي، إذ عمل وباحث غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، التي كان يترأسها وليام بيرنز مدير “سي آي إيه” قبل وصول جو بايدن للبيت الأبيض. ومن عام 2017 إلى عام 2020، شغل ميلر منصب نائب مدير السياسات في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.

وحصل ميلر على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية ديكنسون، والماجستير في الشؤون الخارجية من جامعة فيرجينيا.

ما أسباب استقالته من منصبه؟

عمل ميلر في منصبه الأخير تحت رئاسة باربرا ليف، مساعدة الوزير لشؤون الشرق الأوسط، وسبق أن خدمت ليف سفيرة لبلادها في دولة الإمارات العربية المتحدة في عهد أوباما، ثم عادت للعمل خبيرة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

وهو مركز قريب من منظمة آيباك، كبرى منظمات اللوبي اليهودي، ويتبنى مواقف تقترب من مواقف حزب الليكود الإسرائيلي، ولا يسمح منصب ميلر بالتحكم أو تشكيل موقف وزارة الخارجية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بل يترك ذلك لرئيسته المباشرة، السفيرة ليف، ومن فوقها الوزير توني بلينكن.

ورسميا، ذكرت وزارة الخارجية أن استقالة ميلر ترجع لأسباب عائلية بالأساس، في حين ذكرت عدة تقارير أن استقالته جاءت احتجاجا على موقف إدارة جو بايدن من تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وستكشف الأيام القادمة عن سبب الاستقالة الفعلي، فإذا اتجه ميلر، مثل زميله السابق في وزارة الخارجية جوش بول، في انتقاد موقف إدارة بايدن، والمطالبة بتعديلها سواء في ظهور تلفزيوني أو كتابة مقالات رأي، تكون استقالته احتجاجية بالفعل، أما إذا التزم ميلر الصمت أملا في عودة مرة أخرى للعمل الحكومي، فستعد استقالته غير احتجاجية بالأساس.

وهناك رأي آخر يقول إن خروج ميلر من وزارة الخارجية جاء بعدما طالبت إسرائيل بذلك بعد اتهامه بعرقلة تسلم أسلحة لإسرائيل بسبل بيروقراطية داخل وزارة الخارجية.

هل تسبب بنيامين نتنياهو في استقالة ميلر؟

يشير رأي إلى ذلك من خلال اتهام إسرائيل إدارة بايدن بعرقلة تسليم ما تحتاجه تل أبيب من أسلحة وذخائر لتحقيق الهدف الإسرائيلي الأميركي المشترك بهزيمة حركة حماس والقضاء عليها، وزعم نتنياهو أن إدارة بايدن تحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل، وأنكر البيت الأبيض ذلك.

وكانت واشنطن قد أوقفت في بداية مايو/أيار شحن قنابل ضخمة من فئة 2000 رطل لإسرائيل بعد تجاهلها لما قال عنه بايدن إنه خط أحمر يتعلق باقتحام مدينة رفح، ورفض واشنطن أن تستخدم إسرائيل هذه القنابل في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في رفح.

ولطالما اتهمت الحكومة الإسرائيلية ومنظمات اللوبي اليهودي الأميركية وزارة الخارجية الأميركية، والعاملين بها، بأنها تحابي الجانب العربي ضد إسرائيل، وبعد إطلاق هذه الاتهامات، عاد وأكد بلينكن أن شحن هذه القنابل لا يزال قيد المراجعة.

ما تأثير استقالة ميلر على العلاقة الأميركية الإسرائيلية؟

أثناء مشاركته في منتدى جامعة دارتموث بولاية نيوهامشير في فبراير/ شباط الماضي، فصل ميلر لأهداف إدارة بايدن الأربعة في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول:

  • أولا جاء عدم العودة للوضع السابق على 7 أكتوبر، على رأس هذه الأهداف، وقال ميلر “لا يمكن السماح لحركة حماس أن تمثل تهديدا لإسرائيل والقيام بهجمات مثل 7 أكتوبر مرة أخرى، كما أنه لا يمكن إبقاء أوضاع سكان غزة كما كانت عليه قبل 7 أكتوبر في الوقت ذاته، وعلينا أن نوفر لهم الفرصة لتقرير مصيرهم”.
  • ثانيا جاءت استعادة المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كثاني الأهداف التي تطرق لها ميلر، حيث أضاف أن ذلك يشمل الأحياء منهم والأموات، وأشار ميلر إلى ضرورة التوصل لصفقة أكبر تسمح بالإفراج المتبادل بين المحتجزين لدى إسرائيل ولدى حركة حماس.
  • ثالثا قال ميلر إن إنقاذ المدنيين الفلسطينيين عن طريق دفع إسرائيل لتخفيض أعداد الضحايا وتوفير المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية هو ثالث هدف لإدارة بايدن.
  • رابعا عدم اتساع نطاق النزاع بحيث لا تفتح جبهات إضافية سواء في الضفة الغربية ومدينة القدس، أو إقليميا في شمال إسرائيل مع حزب الله اللبناني، أو جماعة الحوثيين في مدخل البحر الأحمر.

وبالنظر لهذه الأهداف نجد أن إدارة بايدن فشلت فيها كلها دون استثناء، وربما يفسر ذلك إحباط ميلر الشخصي، ولم يدفع فشل إدارة بايدن في تحقيق أهدافها إلى حدوث أي تغيير ذي جدوى في طبيعة علاقتها القوية مع إسرائيل، رغم ما يبدو من تلاسن وخلافات صورية بين الطرفين وتحديا بين نتنياهو وبايدن.

 

هل تسهم استقالة ميلر في الضغط على واشنطن ودفعها لتغيير موقفها المنحاز إلى إسرائيل في حربها على غزة؟

تزامنت استقالة ميلر وسط إحباط متزايد بين الكثير من العاملين في إدارة بايدن، وخارجها، بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وتجاهل إسرائيل لمناشدات ومطالب واشنطن بالعمل على خفض أعداد الضحايا المدنيين بعد الفشل في التوصل لصفقة وقف إطلاق النار توسطت فيها قطر ومصر.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقرب من 100 ألف آخرين، إضافة لتدمير البنية التحتية للقطاع.

وتتبنى إدارة بايدن منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى مبدأ يعرف بـ “عناق الدب”، وهو الاعتناق الكامل واحتضان إسرائيل ودعم كل سياستها تجاه قطاع غزة حتى تملك التي يشتبه أنها مخالفة للقانون الدولي والقوانين الأميركية.

ويقال إن ميلر كان يعتقد أن نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل كأكبر داعم عسكري واقتصادي وسياسي لها كان يمكن استخدامه بشكل أكثر فعالية.

ووصف آرون ديفيد، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أندرو ميلر بأنه دبلوماسي “ذكي” و”مبدع”، لكنه قال إنه أصبح من الصعب على المسؤولين في مكتب شؤون الشرق الأدنى بالوزارة التأثير على السياسة.

في الوقت ذاته، لم تؤد استقال نحو 10 من موظفي الحكومة الأميركية علنا احتجاجا على كيفية تعامل إدارة بايدن مع العدوان الإسرائيلي، ولا يتصور أن تدفع استقالة ميلر إدارة بايدن للتشدد مع إسرائيل.

ويأتي رحيل ميلر في الوقت الذي تزداد فيه إدارة بايدن إحباطا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكيفية إدارة إسرائيل للحرب، بينما تواصل واشنطن في الوقت ذاته الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية.

[ad_2]

Source link