فيلم “السبع موجات”.. آخر ما وثقته الكاميرا في غزة قبل حرب الإبادة | فن

0 19

[ad_1]

عمّان- قبل أن تبدأ معركة “طوفان الأقصى” بأيام، أنهت المخرجة الفلسطينية أسماء بسيسو تصوير فيلمها الوثائقي “السبع موجات”، الذي رصد شهادات حية لفلسطينيين من قطاع غزة يسعون لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم بعيدا عن لغة الحصار والدمار التي فرضهما الاحتلال على سكان القطاع.

الفيلم الوثائقي “السبع موجات”، وثق بالصوت والصورة آخر مشاهد قطاع غزة قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي من خلال تجوال عدسة الكاميرا في كامل أحياء قطاع غزة، حيث يصور الفيلم الأبراج السكنية، والشوارع، والمدارس والجامعات، والأسواق على اختلاف أنواعها، ومخيمات اللجوء الفلسطيني، قبل أن تأتي آلة الحرب الإسرائيلية على كل ذلك.

أحلام مؤجلة

حاولت المخرجة الفلسطينية بسيسو من خلال فيلمها الوثائقي أن تلفت أنظار العالم إلى أن سكان قطاع غزة المحاصرين منذ 17 عاما، يحبون الحياة، ولديهم ما لدى غيرهم من آمال وأحلام بالعيش الكريم، وتقول بسيسو للجزيرة نت: “إن أحداث الفيلم تسير في خطين زمنين متوازيين من خلال التركيز على فتاة فلسطينية تسعى لتحقيق طموحها في احتراف رياضة التجديف والوصول بعد ذلك إلى العالمية، وقصة صياد فلسطيني ومنقذ بحري عاش حياته في بحر غزة”.

رفض بعد رضا

وتؤكد مخرجة الفيلم أن فيلمها حاز على رضا وإعجاب العديد من القائمين على المهرجانات العالمية، لدرجة أنهم رفضوا منها الحصول على رسوم التسجيل للمشاركة في المسابقات الدولية، لأن الفيلم يتحدث عن قطاع غزة وبحرها وسكانها، وكيف أن سكان القطاع يبحثون عن الحياة الكريمة لهم ولأبنائهم، وأضافت مستدركةً: “إلا أنه وبعد معركة طوفان الأقصى، انقلبت الصورة تماما، ولم يعد أحد يهتم بالفيلم، بل لاحظت لغةً جديدة في لغة الخطاب من خلال وجود تحيز للعدو الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين وآلامهم”.

حضور نسائي لافت لمشاهدة فيلم السبع موجات .. الجزيرة
حضور نسائي لافت لمشاهدة فيلم السبع موجات (الجزيرة)

وتتابع بسيسو بأنها قررت مقاطعة كافة المهرجانات الدولية، بالإضافة لقرارها بأن يكون العرض الأول للفيلم في الأردن، وتضيف: “نتيجة المواقف المتحيزة للمهرجانات العالمية التي أرى أنها تسيء للقضية الفلسطينية، ولدماء الأطفال والنساء من الشهداء في قطاع غزة، قررت أن يكون عرضي الأول في الأردن، وربما أنتقل بعد ذلك إلى تلك الدول التي تدعم القضية الفلسطينية لعرض الفيلم.

وتوضح بأن الفيلم حاول نقل صورة واقعية وحقيقية عن غزة وسكانها، لأننا عادةً ما نشاهد غزة بصورة واحدة، وهي صورة الحرب، قبل طوفان الأقصى، وأنا حاولت أن أقول من خلال الفيلم إن غزة مثلها مثل أي مكان آخر في العالم؛ هناك من يحب الحياة بعيدا عن الدمار والحروب، وهناك من لديهم هوياتهم وطموحاتهم وأحلامهم التي يريدون تحقيقها، إلا أن ما ارتكبه الاحتلال خلال الأشهر الماضية دمر هذا الأمل الوحيد لسكان غزة، بل إن الكثير ممن ظهروا في الفيلم ربما يكونون في عداد الشهداء أو المفقودين أو الجرحى.

وتجزم المخرجة الفلسطينية بأنه رغم أن كثيرا ممن ظهور في الفيلم، ربما يكونون قد استشهدوا، إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني ستكون أقوى من الاحتلال، وبأن الأمل لن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال ووجوده على أرض فلسطين.

مصير مجهول

في حين ترى الناشطة الشبابية سما عبد الفتاح بعد أن شاهدت الفيلم الذي عرض في ساحة الموقع الأثري لدارة الفنون في العاصمة عمان، أن مشاعرها مختلطة، وتقول في حديثها للجزيرة نت: كنت أشاهد ضحكات الناس في الفيلم، وحديثهم المتكرر على طموحاتهم التي يسعون لتحقيقها رغم الحصار المفروض على قطاع غزة، لكن الآن أنا أفكر بحالهم بعد الدمار والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.

أثناء عرض الفيلم في عمان .. الجزيرة.....
أثناء عرض الفيلم في عمان (الجزيرة)

وتتساءل: “هؤلاء الذين ظهروا في الفيلم، ما مصيرهم الآن؟ طلبة وطالبات المدارس الذين رأيناهم في الفيلم ما الذي حل بهم الآن؟”، وتضيف: “ربما أن الفيلم يوثق نهاية مرحلة من حياة سكان قطاع غزة، وبداية مرحلة أخرى مختلفة تماما”.

موروث شعبي

وتأتي تسمية فيلم “السبع موجات” لتحاكي أسطورة من الموروث الشعبي الفلسطيني القديم، حيث كانت الفتيات الراغبات بالزواج يتوجهن نحو شاطئ بحر غزة، ليغمسن أجسادهن بأمواج البحر العاتية 7 مرات، وهو ما من شأنه أن يحل لغز تأخر زواجهن، حيث يعتقد أن الاغتسال بماء البحر يخلصهن من الحسد ويبعد عنهن العين، وهذا الذي يسمح بارتباطهن برجل مناسب، كما أن هذا الموروث كان يمارس قديما في البحر الميت.

الفيلم وثق بالصوت والصورة آخر مشاهد قطاع غزة قبل أحداث السابع من أكتوبر. الجزيرة
الفيلم وثق بالصوت والصورة آخر مشاهد قطاع غزة قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول (الجزيرة)

يُذكر أن أسماء بسيسو أخرجت عدّة أعمال وثائقية، منها فيلم “أنا غزّة” الذي صوّرته أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع بين أواخر عام 2008 وبداية 2009، ويُضيء على القصص الشخصية التي لم تلتفت إليها وسائل الإعلام، كما يُظهر الآثار الجانبية النفسية والاجتماعية على الناس في غزّة بعد الحرب.

[ad_2]

Source link