لم تكسرها منعطفات الحياة القاسية: المصممة SOMY ورحلة النضال
[ad_1]
قصة لا تشبه أي قصة أخرى، كأنها نص فيلم سينمائي محبوك بشكل محترف، تقرأه البطلة على مسامعنا وتحاول بكلماتها ونبرة صوتها أن تجذبنا إلى عمق التفاصيل لنرى الصورة بشكل واضح ودقيق.
الصورة صورة فتاة دُفعت نحو النضوج سريعاً، لكن انكسار أحلامها الطفولية لم يمنعها من البحث عن مصدر آخر للأحلام، سيما وأنها لم ترد لطفليها مصيراً يشبه مصيرها، فاستندت إلى فطرة الأمومة التي اختبرتها باكراً، وحزمت حقيبة أحلامها وراحت تبحث مع طفليها عن مرسى آمن وحياة أفضل.
تعرفوا معنا إلى القصة الحقيقية لرحلة المصممة سومي مدني SOMY MADANI، في هذا الحوار الشيق الذي أفردت فيه لنا كل صفحات حياتها، من فتاة أجبرت على الزواج في عمر الخامسة عشر، إلى لاجئة في بريطانيا، إلى مصممة أزياء معروفة تعرض تصاميمها في محافل الأزياء العالمية، وفي مقلب آخر ذكرياتها الجميلة في السعودية حيث ولدت ونشأت وتعلمت اللغة العربية، ودوافع عودتها اليوم إلى المملكة.
منعطفات غير متوقعة للحياة
هدفي لا يقتصر فقط على تصميم الأزياء، بل باستخدام هذه المنصة لإحداث تغيير إيجابي
لن نتحدث عن السياسة ومشاكل الدول والمجتمعات، ولكن سنتحدث عن السعي لتحقيق الأحلام والإصرار على النجاح رغم التحديات، في هذا السياق أخبرينا عن تجربتك الملهمة؟
اسمي SOMY، أنا المؤسسة والمديرة الإبداعية لعلامة أزياء تدعى Somy London، بدأت قصتي عندما كنت طفلة أُجبرت على الزواج في عمر 15 عاماً، وهذا واقع مرير تعيشه بعض الفتيات في بلداننا ومنها البلد الذي أتيت منه، أفغانستان. رحلة الحياة يمكن أن تأخذ منعطفات غير متوقعة، كان عليّ حينها أن أنضج بين عشية وضحاها، ولم يكن لدي أي خيار آخر على الإطلاق، وبدت أحلامي بعيدة المنال، ومع ذلك، وفي ظل تلك التحديات، اكتشفت فيّ قوة غير متوقعة، فمع حلول عام 2016، أردت أن أستعيد زمام الأمور في حياتي، أردت أن أغير واقعي، لذا حزمت حقيبتي، وحزمت أحلامي، وذهبت إلى لندن لتحقيقها وإيجاد حياة أفضل لي ولأطفالي. وكونها اللغة التي تتجاوز كل الحواجز، أصبحت الأزياء ملاذي، غذت روحي وسمحت لي بالتعبير عن نفسي بحرية. وساعدتني على التغلب على العقبات اللغوية والثقافية، فصقلت مهاراتي، مدفوعة برغبة شديدة في الإبداع. كان الطريق غير سهل أبداً، ولكن مع كل تحدٍ، كان إصراري ينمو. كان هناك الكثير من الرفض، ولحظات من الشك الذاتي، لكن فرحة الإبداع وحلم تمكين الآخرين جعلني أستمر.
واليوم، أعرض تصاميمي في أسبوع الأزياء في لندن والمنصات الدولية الأخرى ويبدو أمراً سريالياً بعد كل هذا التعب. إنه بمثابة شهادة على قوة الأحلام ومرونة الروح الإنسانية. والأهم من ذلك، أنه يسمح لي بإلهام الآخرين، وخاصة الشابات اللاتي يواجهن الشدائد، ليؤمنن بأنفسهن ويتبعن شغفهن. فهدفي لا يقتصر فقط على تصميم الأزياء، بل باستخدام هذه المنصة لإحداث تغيير إيجابي. أريد تمكين النساء في كل مكان، واحتضان قدراتهن الإبداعية وشق مساراتهن الخاصة، إذ يمكن أن تكون الموضة أداة قوية للتعبير عن الذات والتمكين، وأريد أن أشاركها مع العالم.
حدثينا عن أول عرض أزياء قدمته لتقولي للعالم: أنا هنا، أنا مبدعة، أنا صاحبة حلم؟
مجموعتي الأولى، التي حملت اسم Resurrection، والتي كانت مستوحاة من نهضة طائر الفينيق الأسطورية من الرماد، كانت أكثر من مجرد عرض أول لي، كانت بمثابة رسالة وتصريح عن رحلة التحول الشخصية والقوة التي نمتلكها لإعادة بناء أنفسنا. كانت الصور الظلية جريئة ومثيرة، وتعكس القوة الداخلية التي كنت قد اكتشفتها. المنسوجات كانت غنية وفاخرة، وهي دلالة على الجمال الذي يمكن أن يظهر من المشقة، لكن السحر الحقيقي يكمن في الأحاسيس التي أثارتها. فبعد العرض، موجة من المشاعر اجتاحت الجمهور، كانت الدموع تنهمر، ليس مني فقط، بل من الآخرين الذين مستهم رسالتي والأمل الذي تردد صداه في كل تصميم، ثم جاء الناس إليّ، وشاركوني تفاصيل رحلة نضالهم.
تلك اللحظة تبقى محفورة في ذاكرتي لأبد. إذ إن الأمر لم يكن يتعلق فقط بعرض الملابس؛ كان الأمر يتعلق بإثارة حوار جدي حول استخدام الموضة للتواصل مع الآخرين على مستوى أعمق. لقد كان تأكيداً قوياً على أنني موجودة وعندي قصة أرويها، وصوت أشاركه، وقدرة على خلق شيء جميل يمكن أن يحرك القلوب.
قوة المرأة نسيج رائع
دعنا نحتفل برحلاتنا الفردية بينما ندعم ونمكن بعضنا البعض
كانت لك مشاركات بارزة في فعاليات لدعم المرأة في العالم، ما الرسالة التي حملتها عبرها؟
هناك مقولة أحتفظ بها بالقرب من قلبي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”. وهذا يتردد صداه بعمق في عملي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتمكين المرأة. والمرأة السعودية موهوبة بشكل لا يصدق وتمتلك إمكانات لا حدود لها. وتستحق النساء هنا هذه المساحة الآمنة، والمجتمع الداعم، حيث يمكنهن دعم وتشجيع بعضهن البعض والتعلم من بعضهن البعض.
لفترة طويلة جداً، كان التنافس بيننا كنساء هو السائد، لكنني أتصور مستقبلاً نتكاتف فيه، ونتعاون. تخيلوا الأشياء المذهلة التي يمكننا تحقيقها عندما نجمع مواهبنا، ونشارك خبراتنا، ونعمل معاً نحو أهداف مشتركة، وهذه هي الروح التي أسعى إلى تعزيزها من خلال مشاركتي في الأنشطة النسائية.
رسالتي بسيطة: التعاون بدلاً من المنافسة. دعننا نحتفل برحلاتنا الفردية بينما ندعم ونمكن بعضنا البعض. معاً، لا نساهم في التحول المذهل في السعودية فحسب، بل يمكننا أيضاً إلهام حركة عالمية للتضامن والقيادة النسائية.”
برأيك هل مصدر قوة المرأة هو مجتمعها أم نفسها؟
قوة المرأة نسيج رائع. خيوط عزيمتها وإبداعها ومرونتها تشكل الأساس، وتنسج معاً لتكوين قلب داخلي قوي. ومع ذلك، فإن هذه القوة لا تُبنى بمعزل عن محيطها. تضيف خيوط البيئة الداعمة، والموجهين، والمجتمع الذي يحتفل برحلتها، ألواناً نابضة بالحياة وأنماطاً متداخلة. ومعاً، تخلق هذه الخيوط نسيجاً مذهلاً لتمكين المرأة، وهو تأكيد على الجمال والقوة التي تنشأ عندما تتشابك القوة الداخلية مع البيئة الداعمة.
وبالحديث عن قوة المرأة، قد يهمكم أن تقرأوا : بطلة الرماية راي باسيل: لا تدعي أهدافكِ تغيب عن ناظريكِ.
شرارة أيقظت الأحلام المنسية
فلنتحدث عن طريقك في صناعة الأزياء، ما هو المسار الذي سلكته وكيف طورته على مر السنين حتى تمكنت من الفوز بجائزة أفضل رائدة أعمال في هذا القطاع في عام 2023؟
رحلتي في عالم الأزياء لم تكن مخططة تماماً! فعندما وصلت إلى لندن، كان تركيزي الأولي على تعلم اللغة الإنجليزية. لكن القدر كان له خطط أخرى. كان العثور على دورة تدريبية في تصميم الأزياء بمثابة شرارة أيقظت الأحلام المنسية وأشعلت ناراً لا تزال مشتعلة حتى اليوم. كانت الدورة مجرد البداية، لكنها غذت شغفي وقادتني للحصول على درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء، وتخرجت بمرتبة شرف من الدرجة الأولى. لكنني كنت أتوق إلى المزيد، ليس فقط مهارات التصميم، ولكن الفطنة التجارية لبناء علامة تجارية مستدامة. ولهذا السبب ثابرت للحصول على درجة الماجستير في الموضة والأعمال. لم يكن الطريق سهلاً أبداً، وكان هناك الكثير من لحظات الضعف والشك والرفض. لكن خلال كل ذلك، كانت متعة الابتكار والرغبة في التواصل مع العالم من خلال الموضة هما ما دفعاني للاستمرار. كان الاتساق هو المفتاح، وبمجرد أن اكتشفت هدفي، وهو الهدف الذي يملأ روحي بالبهجة، عرفت أنني لن أتوقف عن العمل لتحقيقه.
وهذا هو ما تمثله الأزياء بالنسبة لي هدف ووسيلة للتواصل مع العالم. تصاميمي أكثر من مجرد ملابس؛ إنها قصص تنتظر أن تروى. إن الفوز بجائزة أفضل رائدة أعمال مبدعة وأفضل مجموعة، إلى جانب جائزة عالمية في الأعمال، هو أمر يشعرني بالفخر والرضا، فهو تصديق على قوة الإيمان بالأحلام والجهد المستمر. ولكن الأهم من ذلك، أنه يسمح لي بإلهام الآخرين، وخاصة الشابات في المملكة العربية السعودية، لمتابعة شغفهن بعزم لا يتزعزع.
ما نصيحتك لرائدات الأعمال المتجهات إلى هذا القطاع اليوم؟
بالنسبة لأولئك اللواتي يشرعن في هذه الرحلة المثيرة، أقول عالم الموضة يومئ لكنّ، إنه وقت مثير لدخول المشهد السعودي، وإليكن بعض المبادئ التوجيهية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- أولاً: ابحثن عن أسلوبكن وتوقيعكن الخاص: عالم الموضة يتوق إلى الأصالة، اعرفن القصة التي تردن سردها من خلال تصاميمكن؟ هل يتعلق الأمر بالتراث الثقافي أم التركيز على الاستدامة أم إعادة تفسير الأنماط التقليدية؟
- ثانياً: واظبن على التسلق عالياً: النجاح في الموضة هو مزيج من العاطفة والعزيمة. لذا عليكن تعلم الجانب التجاري، والتواصل بشكل استراتيجي، وأن تكنّ مستعدات للتعلم والتكيف باستمرار.
- ثالثاً: الأخوة قوة: إن بناء شبكة داعمة هو أمر لا يقدر بثمن. تواصلن مع رائدات الأعمال الأخريات، والمناضلات القديمات في الصناعة، وعاشقات الموضة الشغوفات. وهنا طلب الإرشاد من شخص يتوافق مع رؤيتك يعد أمراً تمكينياً مذهلاً.
- رابعاً: استفدن من الخبرات، حيث يمكن للموجهين المتمرسين تقديم إرشادات لا تقدر بثمن، مما يساعدكن على التغلب على التحديات، وبناء هوية علامتك التجارية، وعرض أعمالكن بثقة. لقد ساروا على الطريق قبلكن ويمكنهم مشاركة تجاربهم وحكمتهم لمساعدتكن على تجنب المخاطر واختصار مسار التعلم الخاص بك.
- خامساً: المخاطر المحسوبة: لا تخفن من تجربة المواد والتقنيات والأفكار الجديدة، فالابتكار يزدهر عبر التحرر من القيود.
- سادساً: تمكين الآخرين أثناء التقدم: تقديم المعرفة للآخرين هي وسيلة جميلة لرد الجميل. شاركن المعرفة، والهمن الجيل القادم.
الشغف هو نقطة البداية لكن يجب أن يقترن بعناصر أخرى.
برأيك، هل الدخول إلى هذا القطاع صعب؟ ما هي المهارات والقدرات التي يحتاجها الشخص؟
صناعة الأزياء يمكن أن تكون بمثابة مزيج آسر من الإبداع والسعي الدؤوب، ولكنها بالتأكيد، تحد كبير، إنها مجزية بشكل لا يصدق، فهي منصة للتعبير عن الذات وسرد القصص. ولهذا السبب شحذت مهاراتي في التصميم، واحتضنت الجانب التجاري، وتجاوزت حدودي باستمرار. رؤية المهارات والمعارف التي اكتسبتها تترجم إلى نجاح أمر مذهل للغاية، كذلك فإن رؤية عدد من طلابي المتدربين وهم يعرضون أعمالهم في الأحداث المرموقة، مثل أسبوع الأزياء في نيويورك ولندن هو أمر رائع، ومتعة رعاية المواهب الجديدة هذه هي التي ألهمتني لإنشاء أكاديمية Somy’s Talents Academy. إنها طريقتي في نقل المهارات والمعارف التي تراكمت لدي، وتمكين الجيل القادم من المصممين الطموحين من التقدم والنجاح في هذا العالم الممتع لكن المتطلب.
هل يؤدي الشغف دائماً إلى النجاح؟
الشغف هو الوقود، النار التي تدفعك إلى الأمام، إنه الصوت الذي يهمس قائلاً: “هذا ما يجب أن أفعله”، حتى عندما يبدو الطريق شاقاً. لكن هل الشغف وحده يكفي للنجاح؟
أنا أرى أن الشغف، هو نقطة البداية فقط، فهو يمنحك الدافع للعمل لساعات طويلة والتغلب على التحديات والسعي للتعلم المستمر. هذا هو ما يبقيك مستمراً عندما ينتابك القلق والرفض والشك بالنفس. لكن الشغف يجب أن يقترن بعناصر أخرى، وهي:
- المهارات والمعرفة: إذ يتطلب النجاح في هذه الصناعة مزيجاً من الإبداع والخبرة بتقنيات العمل وفهم صناعة الملابس ومواكبة اتجاهات الصناعة.
- المرونة والمثابرة: فنادراً ما يكون الطريق إلى النجاح سلساً، وستواجه انتقادات ونكسات ولحظات تريد فيها الاستسلام. لكن المرونة تسمح لك بالتعافي والتعلم من الأخطاء ومواصلة المضي قدماً.
- العمل الجاد والتفاني: الشغف يشعل النار، لكن العمل الجاد يزيد النيران توهجاً. لذا عليك أن تكون مستعداً لقضاء ساعات، والتعلم من كل تجربة، وتحسين مهاراتك باستمرار.
- شبكة داعمة: أحط نفسك بأشخاص إيجابيين ذوي تفكير مماثل ويؤمنون بك، يمكن للموجهين تقديم الإرشاد الفعال، ويمكن للمجتمع الداعم أن يرفعك خلال الأوقات الصعبة.
احتفال بالثقافة الشرقية على المسرح العالمي
لقد شاركت في العديد من الفعاليات الدولية بما في ذلك مهرجان كان، عندما تكونين في هذه الفعاليات بما تفكرين؟
“مهرجان كان” كان محطة محورية في رحلتي، المشي على السجادة الحمراء بتصميمي الخاص لم يكن مجرد فخر شخصي؛ بدا الأمر وكأنه احتفال بالثقافة الشرقية على المسرح العالمي، ورؤية المشاهير وهم يحتضنون قطع الأزياء الراقية التي أصممها، والمستوحاة من تراث الشرق الغني، كان أمراً رائعاً للغاية.
حضور الأحداث الدولية مثل مهرجان كان هو فرصة للتواصل مع المبدعين الآخرين، وتبادل الأفكار، ومشاهدة قوة الموضة في تجاوز الحدود. هناك مسؤولية علينا كمصممين، أن نستخدم منصاتنا لمشاركة القصص والاحتفال بالثقافات المتنوعة. تخيلوا التأثير الذي يمكننا إحداثه من خلال عرض جمال وفن الشرق على المسرح العالمي.
ما الذي يجعل المصمم معروفاً عالمياً؟
في عالم الموضة، الاعتراف العالمي ليس عملاً منفرداً، إنه مدرج مضاء بالتعاون. والشراكة مع الأسماء المعروفة أو الحرفيين في مختلف أنحاء العالم تؤدي لتوسيع نطاق الوصول، وخلق عوالم إبداعية تتخطى كل الحدود. تخيلوا مثلاً مصمماً سعودياً ينسج سحره مع أحد عمال النسيج الأفريقيين، هكذا يتم إبهار المسرح العالمي.
تعرفوا معنا أيضاً إلى قصة مصممة العطور عائشة الساعي: العطور رواية تلامس الأحاسيس والمشاعر.
العودة إلى السعودية
العودة إلى السعودية بعد رحلتي الطويلة تبدو وكأنها العودة إلى الوطن، إلى دفء ثقافتي وتراثي
ولدت في السعودية وعدت إليها بعد رحلة طويلة، ولا بد أنك لاحظت التحول الذي تعيشه البلاد، ما رأيك بذلك؟
نعم، لقد ولدت بالفعل في المدينة المنورة، ولدت ونشأت هناك، العودة إلى السعودية بعد رحلتي الطويلة تبدو وكأنها العودة إلى الوطن، إلى دفء ثقافتي وتراثي. أرى المملكة العربية السعودية اليوم تشهد تحولاً جميلاً يزدهر فيه الإبداع، ويحتفى بالفردية، والأفق الحيوي للإمكانات.
إن مشاهدة هذه النهضة الثقافية تغمر قلبي بالسعادة، إنها كرؤية عملية نسج وتنفيذ تصميم غني بالتقاليد، ولكنه يحاك بخيوط جديدة ومعاصرة، هذا التحول مميز بشكل خاص بالنسبة لي لأنني عشت بعضاً من فصوله السابقة، وأرى اليوم مقدار التقدم والثقة المتزايدة والجرأة لتحقيق أحلام كبيرة. لكن الجزء الأكثر أهمية بالنسبة لي هو أن لدي الفرصة للمساهمة في هذا التحول. أنا لا أشعر بأنني أنتمي إلى هنا فحسب؛ بل أشعر بأنني لدي أهداف أحققها هنا، وبمسؤولية أن أكون جزءاً من هذه القصة المذهلة. ومن خلال الموضة، آمل أن أضيف خيطي الخاص إلى النسيج، خيط يحتفل بتراثنا، ويمكّن المرأة، ويدفع حدود التعبير الإبداعي.
هذه مرحلة محورية بالنسبة للمملكة العربية السعودية، ومتحمسة جداً حتى أكون جزءاً من تشكيل المستقبل بطريقة ما، فمعاً، يمكننا صنع شيء استثنائي حقاً، مشهد أزياء ذو صلة عالمياً ومتجذر بعمق في هويتنا الفريدة.
كيف ترين واقع المصممات السعوديات وهل تخططين للتعاون معهن قريباً؟
المصممات السعوديات يتمتعن بالإمكانات، موهبتهن تشعل النار بداخلي، نار تغذيها الرغبة في رد الجميل وتغذية هذا المجتمع المذهل. هدفي يكمن في التدريس، وتبادل معرفتي وخبراتي. أضع في مخيلتي ورش عمل مليئة بالطاقة الإبداعية، وبرامج إرشاد تعزز النمو، وشبكة داعمة تمكنهن من تحقيق إمكاناتهن الكاملة. هذا هو المستقبل الذي أتصوره، مستقبل تزدهر فيه الأزياء السعودية، حيث يروي كل مصمم قصته الفريدة على المسرح العالمي. وأنا مستعدة لأكون جزءاً من تلك الرحلة والاحتفال بجمال الأزياء في المملكة العربية السعودية”.
نختم بسؤال حول تحدثك للغة العربية بطلاقة، واللهجة السعودية تحديداً، أي كلمات تحبين استخدامها؟
نعم فكوني ولدت ونشأت هنا، ذهبت إلى المدرسة حتى المرحلة الثانوية وهكذا تعلمت اللغة العربية، لكنني لا أستخدمها كثيراً عندما أكون في لندن، لكن الآن كوني في الرياض، أحاول استخدامها أكثر. كلماتي المفضلة هي باللهجة السعودية الغربية: فلَّة ووناسة.
كلمة أخيرة؟
نعم، سعيدة جداً بتواجدي معكم اليوم، فأنا متابعة لسيدتي منذ طفولتي، وكانت إحدى جاراتنا تترك نسخة المجلة أمام بابها لآخذها وأطلع عليها مع كل عدد جديد، ولم أكن أتصور أن تتم استضافتي بمقال فيها يوماً ما.
وفي سياق لقاءاتنا مع المصممين العالميين المبدعين الذين يزورون المملكة للمشاركة في المشهد الجميل لقطاع الأزياء فيها، قال لنا المصمم فاوستو بوغليسي من الرياض: الحاضر هنا هو المستقبل بالفعل
[ad_2]
Source link