مشاهد المشاركة الشعبية وهواجس الإيرانيين على يوم الاقتراع | سياسة
[ad_1]
مراسلو الجزيرة نت
طهران- في أربعينية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي قضى جراء تحطم المروحية الرئاسية في 19 مايو/أيار الماضي، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين عند الساعة الثامنة صباح اليوم الجمعة، لاختيار خلف لرئيسهم.
وكعادته كان المرشد الأعلى علي خامنئي أول من أدلی بصوته في صندوق الاقتراع، إيذانا ببدء العملية الانتخابية في ربوع البلاد، لكنه حرص هذه المرة على التخلي عن العصا التي يتكئ عليها، ليرد بذلك على الذين تحدثوا خلال الفترة الماضية أن النظام الإيراني فقد من كان ينظر إليه خليفة لمنصب المرشد الأعلى.
كما تعمّد المرشد الأعلى اجتناب الحديث عن مواصفات الرئيس الذي تحتاجه البلاد في المرحلة الدقيقة الراهنة، واكتفى بالتوصية “بالحضور الجدي في هذا الاختبار السياسي المهم”.
وواكبت الجزيرة نت الحضور الشعبي في اثنين من أهم مراكز الاقتراع جنوب وشمال العاصمة طهران، لرصد المشهد الانتخابي الذي يتنافس فيه 4 مرشحين، اثنان منهم من التيار المحافظ هما رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي، وآخر محافظ محسوب على التيار المعتدل وهو رجل الدين مصطفى بور محمدي، إضافة إلى المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان.
حضور شعبي
في قضاء “ري” الملاصق للمناطق الجنوبية بالعاصمة الإيرانية، حيث مقام “السيد شاه عبد العظيم الحسني”، ازدحم الناخبون عقب فتح صناديق الاقتراع بكثافة، لكن مع مرور الوقت وارتفاع حرارة الطقس تراجع الحضور الشعبي، باستثناء حين يحضر مسؤول إيراني للإدلاء بصوته، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي.
ورغم الإجماع علی أهمية المشاركة الشعبية فقد كان لكل ناخب همومه ومطالبه، فبعضهم يريد رئيسا مختصا بالاقتصاد، والآخر يريد إيران قوية على الصعيد العالمي، في حين عبّر آخرون عن اعتقادهم أنه لا فرق بين هذا وذاك، لأن السياسات العامة ترسم في المؤسسات الأمنية، وأن منصب الرئيس في البلاد لا يتجاوز دور الجهة المنفذة لتلك السياسات.
يقول المساعد الأسبق لوزارة العمل والرعاية الاجتماعية علي أكبر أنجمني، إنه جاء ليدلي بصوته مبكرا ليحث الشباب على المشاركة الكثيفة بالاستحقاق الانتخابي، حيث إنه لا يرى فرقا كبيرا بين المرشحين الـ4 طالما حظوا بتأييد مجلس صيانة الدستور، مستدركا أنه لا يمكن تجاهل مقولة “الناس على دين ملوكهم”.
وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر أنجمني أن ظروف البلد والتطورات الإقليمية دقيقة جدا، مما يؤكد ضرورة اختيار رئيس قادر على إدارة الملفات الداخلية والخارجية بشكل متزامن، للعبور بالجمهورية الإسلامية من البحر الهائج إلى بر الأمان، على حد تعبيره.
وبينما شخصت عيون الناخبين في مركز الاقتراع على مواطن عربي وحيد حرص على الحضور والإدلاء بصوته مرتديا الزي العربي، ربط الناخب علي أكبر زيوري بين هذا المشهد والحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، ووضح للجزيرة نت أن الانتخابات الرئاسية في بلاده تستمد جزءا من أهميتها من تطورات القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة.
شرائح المجتمع
أما في حسينية إرشاد التي تبعد نحو 36 كيلومترا عن المركز الأول، يبدو الإقبال أعلى من الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2021، لكنه في الوقت ذاته أضعف من انتخابات عامي 2017 و2013، كما أن المشاركة الشعبية تبدو أضعف بكثير من انتخابات عام 2009.
وعقب الإدلاء بصوته، قال الوزير الأسبق للطرق والتنمية الحضرية عباس آخوندي، وهو الذي رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه لهذه الانتخابات، إن جميع التوقعات تؤكد بأن البلاد مقبلة على جولة ثانية لاختيار الرئيس المقبل، مؤكدا للجزيرة نت أن الانتخابات في إيران لن تسير بوتيرة ثابتة.
أما محمد كياني، وهو تاجر يقطن خارج البلاد، فلم يسبق له أن شارك بالتصويت طيلة حياته، لكنه جاء إلى إيران منذ بداية الأسبوع ليدعم المرشح الإصلاحي، ويأمل أن يكون بزشكيان الخيار الأنسب لبلده في ظل التوتر في المنطقة، كما يعتقد أن مرشحه المفضل ديمقراطي ويسعى للحرية علی حد تعبيره.
ومع انخفاض درجات الحرارة في العاصمة طهران، بدأت مراكز الاقتراع تزدحم من جديد حتى اصطف الناخبون أمام بعض المراكز وشكلوا طوابير تمتد نحو عشرات الأمتار.
وكان من الملفت حضور الأطفال رفقة أوليائهم، حيث قالت الطفلة “نيكا” (4 أعوام) إنها جاءت من أجل إيران، بينما حضر كبار السن أيضا في مراكز الاقتراع شمالي طهران، وعند سؤال الجزيرة نت لهم عن سبب حضورهم رغم التعب والمرض، قال أحدهم إنه جاء من أجل الشباب كي يسهم في منحهم حياة كريمة، بينما قالت سيدة ثمانينية، إن حفيديها هاجرا وتخشى هجرة من تبقى منهم، لذلك جاءت كي تختار المرشح الذي يريدونه هم.
كما حضر ناخبون من مقاتلي الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، وهم يحملون أجهزة التنفس الاصطناعي، لأنهم أصيبوا بالأسلحة الكيميائية قبل 40 سنة، وقال أحدهم إنه جاء احتراما لدماء الشهداء.
[ad_2]
Source link