هاوية بلا قرار…
[ad_1]
في مؤتمر تنظّمه صحيفة (مكور ريشون)، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش، إنّ لدى إيران خطّة لإبادة إسرائيل، وستنفذ ذلك من خلال قصفها بآلاف الصّواريخ في دفعة واحدة، يرافق هذا احتلال برّيٌ، وفي هذه العملية البرّية سوف ينضم العرب في إسرائيل إلى القوات الإيرانية الغازية، ونوّه بأنّ السِّلاح غير المرخّص المنتشر بأيدي العرب، سيوجّه في تلك اللحظات الحاسمة ضد الإسرائيليين، وطالب بالتعامل بصرامة أكثر مع انتشار السّلاح بين العرب، منتقدا بهذا شريكه في الحكومة وزير الأمن القومي رئيس حزب العظمة اليهودية إيتمار بن غبير ومزاودًا عليه.
بهذا يدّعي سموطريتش بأن سلاح عصابات الجريمة سيتحوّل إلى سلاح معادٍ لدولة إسرائيل.
يركّز سموطرتش نشاطه وتأييده بحماس لمواصلة حرب الإبادة في قطاع غزّة، غير ملتفت إلى أي انتقادات دولية، أو قرارات، ويعمل في الوقت ذاته على هدم السُّلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بصورة منهجية، وبهذا يتطابق مع نتنياهو وبقية أعضاء حكومته، وذلك من خلال التضييق على مستحقاتها المالية.
سموطريتش قرر منع أية أموال عن السلطة الفلسطينية في رام الله، ولكنّه تراجع وذلك خشية انهيار السّلطة في الوقت الحالي، أي أنّ الوقت لم يحن للقضاء على سلطة رام الله نهائيًا، وكما يبدو هناك من أقنعه بأن إسرائيل ما زالت في حاجتها، ثم أن الأمر يعني توسيع الجبهة مع الضفة الغربية في الوقت الحالي، لأن انهيار السلطة يعني انضمام آلاف الكوادر إلى المقاومة في الضّفة الغربية.
سموطرتش يقلّص قدرات السّلطة المالية، وفي الوقت ذاته يوسّع الاستيطان، ويدعم اعتداءات المستوطنين بكل أشكالها في الضفة، إلى أن تحين لحظة إخراج سلطة رام الله إلى التقاعد، وحلّها تمامًا وإعلانها تنظيم إرهابي.
أما قوله بأنّ العرب الفلسطينيين في إسرائيل سيشاركون إيران في حربها، فهو يضعهم في خانة المُستهدفين لقوى الأمن وللشارع الإسرائيلي.
هذا يعني بأنّ على العرب الفلسطينيين في إسرائيل أن يكونوا حذرين جدا، من عمليات ترويع وإرهاب واستغلال السلطة لحالة الحرب الموسعة لافتعال حالة حرب مع الجماهير العربية من خلال استخدام أي حدث مفتعل أو عرَضي لتنفيذ الأفكار الإجرامية، واعتقال عشرات آلاف منهم، وإهدار دمائهم.
تفكير سموطريتش يمثّل سياسة الحكومة كلها بإخلاص وليس حزبه فقط، فما يقترحه ويقدّمه ويشغله، هو ما يدور في أذهان زملائه في الحكومة وخارجها، ولكنّه المعبر الأكثر وضوحًا فيها إلى جانب زميله الفاشي إيتمار بن غبير، حيث تجري المنافسة القوية بينهما على من هو الأكثر تشدّدا وأكثر “إبداعا” في إيذاء العرب، وحثّهم على هجر وطنهم.
المنافسة على أشدّها، سموطرتش يعلن موافقته على إنشاء خمس مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، فيبادر بن غبير إلى الالتفاف على مقاطعة مؤسسات أمريكية وأوروبية لقيادات من المستوطنين من خلال سن قانون يسمح لهم بممارسة نشاطاتهم العدوانية على الفلسطينيين، من غير أي عقوبات ولو رمزية تقرّرها أوروبا أو أمريكا، ما يعني أن هذه العقوبات الشكلية ليست ذات قيمة.
في الماضي وصف بن غوريون العرب الفلسطينيين في إسرائيل بأنهم عبيد في السّلام ورهائن في الحرب، ووصفهم رفائيل إيتان رئيس الأركان الأسبق بأنهم صراصير في زجاجة، سموطريتش طوّر الفكرة إذ رأى أنهم سينضمون إلى الحرب إلى جانب إيران ممهّدا بهذا إلى تنفيذ جرائم حرب بدعم دول عظمى مثل أمريكا التي يتنافس مرشحاها للرئاسة في العداء للفلسطينيين، ويصفون جرائم الإبادة بأنها حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها.
واضح أنّنا في أزمة، من خلال عجزنا عن أي فعل يمثل وزننا الحقيقي، وأكثر جمهورنا يعيش ويتصرّف بانعزال وتنكّر للواقع.
السلاح بيد عصابات الإجرام تحوّل إلى أداة السُّلطة في قمع الجماهير العربية، وهذا أقرب إلى الحقيقة والواقع، فمن يطلق النار على إنسان مقابل مبلغ من المال، لن يكون في المستقبل سوى أداة بيد أعداء شعبه، ومرتزقٍ مثل الأجانب، بل هو أخطر كونه ابن البلد، ولديه قدرة تخريبية أكبر.
حكومة نتنياهو ترفض وقف الحرب وتصعّد في الضفة الغربية وتأمل بمساندة أميركيّة في توسيع الحرب على لبنان، وتطمح إلى إدخال أميركا في مواجهة إيران، فهي ترى بالحرب الدائرة حاليًا حرب وجود، وأن التأخير من المواجهة الشاملة اليوم سيكلّف أكثر في المستقبل، وترى أنّه بالإمكان تحقيق حلم إسرائيل بين النهر والبحر، بأقلّ عدد من الفلسطينيين بعد قتل مئات الآلاف منهم وتهجير ملايين، وهذا يشمل الفلسطينيين في الداخل، بحجة انضمامهم لإيران، كما يوضّح التحريض ضدهم.
في الوقت ذاته، ليس كل ما يحلم ويخطّط له الفاشيون قابلا للتنفيذ بمجرّد أنهم قرّروه، والنّهايات ليست كالبدايات، إلا أنّ الهاوية المظلمة التي لا قرار لها، هي أقرب الاحتمالات التي تسعى فاشية الاحتلال أن توصل الجميع إليها.
[ad_2]
Source link